فإن الفقر و الجوع و الدمار الذي يظهره الاعلام اليوم في العراق لاشك أنه يستدعي جهدا جماعيا للاغاثة فنقص الدنيا في حياة الناس كارثة و مصيبة و أما نقص الدين بل ضياعه في حياته لا يستدعي أي وقفة سواء على مستوى الشعوب كالعراق أو على مستوى حيات الافراد .
انك حينما لا تجد وظيفة لابنك أو أخيك تجمع كل طاقتك العقلية و المعرفية من أجل ايجاد الوظيفة و لو رسب في الدراسة لأقمت القيامة و لو مرض لاقترضت لاسعافه و علاجه و لكن قد يمرض قلبه و ينقص دينه بل ربما ارتد فلا أحد يسأل إنه دليل على هوان الدين في النفوس .
أيها الاخوة الكرام إن اللجان الاغاثية تنهال اليوم على العراق لإكمال نقص دنياهم و لكن من منا فكر أن يكمل لهم دينهم و ينقذهم من شركهم و حجهم كما يسمونه الى الاضرحة و القبور إنه اعظم ظلم ( إن الشرك لظلم عظيم ) أن تشد الرحال لهذه الاضرحة و يطاف بها و تدعى و ترجى من دون الله .
إضف لذلك الانموذج السئ الذي اعطوه للعالم عن خرافية و ضحالة المسلم من خلال الزحف بين قبري العباس و الحسين رضي الله عنهما و جرح النفس و ايذائها .
ايها الاخوة الكرام فرحتنا اليوم ان نمد الجسور مع الصالحين من الدعاة العراقيين في الداخل أو الخارج ليتبوؤوا مكانهم المرموق على المستوى الفردي و المؤسسي لابد من مدهم بالاشرطة و الكتيبات و النشرات لابد من مزاحمة النصارى و مؤسساتهم التنصيرية الاغاثية و الرافضة و حوزاتهم الشركية .
و انني اوجه خطابي الى الندوة العالمية للشباب و لرابطةة العالم الاسلامي و جمعية الاصلاح الاجتماعي و جمعية إحياء التراث الاسلامي و جميع المحسنين للاسراع بفتح مكاتب دعوية و إرسال المواد الاغاثية و العلمية لهذه المكاتب لتغذي الروح و البدن ، و ليعود للدعاة مكانتهم بين الناس من خلال إعطاءهم زمام الامر الاغاثي و المالي و الديني و لعل تجربة البوسنة كانت ناجحة في الاعتماد على المكاتب الدعوية في الاغاثة و الدعوة .
و لنفكر جيدا في انشاء مكتبات مقروءة و مسموعة في مساجد العراق قبل ان تحكم من العلمانيين و لا نتبؤ بالغيب و لكن نرسم خريطة لعراق مسلم بإذن الله تعالى .
د . طارق الطواري